هل الجراحة خيارك الوحيد للتخلص من فرط التعرق؟

راما > هل الجراحة خيارك الوحيد للتخلص من فرط التعرق؟

image
  • Nov, 22 2023

هل الجراحة خيارك الوحيد للتخلص من فرط التعرق؟

عندما يتحول الجسد إلى ساحة لقطرات العرق الهائلة، يجتاح الشعور بالانفصال والحرج كل موقف من حياتنا، إذ أن فرط التعرق عبارة عن تحد يومي مع مرض يغمر كل شبر من بشرتنا.

لنلق نظرة عن كثب على هذه الصراعات الخفية والتحديات الصامتة التي ترافق حياة الشخص اليومية، وكيف يمكن أن تبدأ رحلة الشفاء والأمل من عياداتنا.

ما هو فرط التعرق؟

فرط التعرق هو حالة شائعة تتميز بالتعرق الزائد الذي يتجاوز ما يُعد طبيعيًا، على الرغم من أن التعرق وظيفة طبيعية للجسم يستخدمها لتنظيم درجة حرارته، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة يواجهون تعرّقًا زائدًا يتجاوز الوضع المقبول أو الطبيعي. 

نجدهم يشكون من حدوث التعرق الزائد في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الإبطين والكفتين والوجه وفروة الرأس والقدمين.

قد يصاب الشخص المصاب بهذه الحالة الطبية بالإحباط من كثرة استخدام المنتجات الطبية ومضادات التعرق بأشكالها، ويلجأ للجراحة كحل فعال نهائي للأمر، ولكن هل بالفعل لا يوجد خيار آخر أمامه؟ 

إذاً لم تسمع عن البوتوكس بعد؟ أكمل القراءة لتتعرف إلى الحلول الممكنة وما دور البوتوكس في ذلك.

أنواع فرط التعرق

يُصنّف فرط التعرق بناء على السبب المؤدي له إلى نوعين رئيسيين، وهم:

فرط التعرق الأولي: المعروف أيضًا بفرط التعرق المركزي، هو الشكل الأكثر شيوعًا لهذه الحالة. يبدأ عادة في الطفولة أو المراهقة ويؤثر على أجزاء محددة من الجسم، مثل الإبطين أو الكفتين أو القدمين. 

لا يُفهم بالضبط سبب فرط التعرق الأولي، ولكن يُعتقد أنه مرتبط باضطراب في النظام العصبي أو العوامل الوراثية والطفرات الجينية.

فرط التعرق الثانوي: هو الشكل الأقل شيوعًا ويحدث نتيجة لحالة طبية مزمنة أو عوامل خارجية، مثل الأدوية والمواد الكحولية.

ما أسباب فرط التعرق؟

لا يُفهم بالضبط سبب فرط التعرق الأولي، ومع ذلك، يُعتقد أنه مرتبط بجهاز عصبي ودّي مفرط النشاط. إذ لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق الأولي، تصبح الأعصاب التي تنظم التعرّق مفعّلة بشكل زائد، مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من العرَّق.

أما فرط التعرق الثانوي فهو قد يكون علامة على وجود حالة طبية كامنة أو عوامل خارجية محفزة، بما في ذلك ما يلي:

داء السكري.

اضطرابات الغدة الدرقية.

 انقطاع الطمث.

الأمراض الالتهابية.

أمراض القلب. 

الأمراض المعدية، مثل السل.

السرطانات.

البدانة.

مرض الشلل الرعاش (باركنسون).

كما أنه قد ينتج كأثر جانبي للأدوية، بما في ذلك:

مضادات الاكتئاب، مثل: سيرترالين (Sertaline).

أدوية علاج الاضطرابات الهرمونية، مثل: الليفوثيروكسين (Lyvothyroxine).

حقن الإنسولين.

بعض خافضات ضغط الدم، مثل: ليزينوبريل (Lisinopril).

بعض مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، مثل: نابروكسين (Naproxen).

 إن تحديد السبب الأساسي ومعالجته يُعد أمرًا حاسمًا في إدارة فرط التعرق الثانوي.

ومع ذلك إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأدوية وشعرت بأعراض فرط التعرق، فتحدث إلى الطبيب الخاص بك. لا تتوقف عن تناول الدواء إلا إذا أخبرك أنه من الآمن القيام بذلك.

متى يكون التعرق غير طبيعيًا؟

يعتمد تحديد ما إذا كان التعرق طبيعياً أم لا على  شدة الحالة وتأثيرها على حياة الفرد اليومية. تشمل العلامات والأعراض الشائعة للتعرق الزائد ما يلي:

التعرق الزائد حتى في بيئات باردة أو دون مجهود بدني.

الرطوبة أو البلل المتكرر والشديد على الجلد.

الانعزال الاجتماعي أو تجنب الاتصال الجسدي بسبب الشعور بالحرج من التعرق.

تداخل التعرق مع الأنشطة اليومية والعمل، مثل صعوبة حمل الأشياء أو استخدام لوحة المفاتيح.

الضغط العاطفي أو القلق أو الاكتئاب الناجم عن فرط التعرق.

إذا كنت أو أحد تعرفه يعاني من هذه الأعراض ويشعر بأن التعرق الزائد يؤثر على جودة حياتهم، فمن الضروري البحث عن المساعدة الطبية، فإنه بالتأكيد ليس أمراً طبيعياً ويتطلب حلاً.

كيف أعرف إني مصاب بفرط التعرق؟

لتشخيص فرط التعرق، يُجري مقدم الرعاية الطبية تقييماً طبياً دقيقاً في أثناء الفحص الجسدي، ويُراجع سجلك الطبي ويسأل عن الأعراض وتوقيتها.

 خلال الفحص، قد يقيم الطبيب المناطق المتأثرة بالتعرّق ويقيس مستوى العرق.

قد تكون هناك حاجة في بعض الحالات إلى اختبارات إضافية لتحديد السبب الأساسي أو استبعاد حالات طبية أخرى، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات تحاليل الدم أو البول. 

مع ذلك، يعتمد تشخيص فرط التعرق بشكل أساسي على الأعراض التي يُبلغ عنها الفرد.

هل يوجد مضاعفات لفرط التعرق؟

قد تشمل مضاعفات فرط التعرق، العدوى الجلدية، ورائحة الجسم غير المرغوبة، لنشرح ذلك أكثر.

يسمح تحلل الجلد الناتج عن التعرق الشديد بدخول البكتيريا والفيروسات التي تسبب التهابات الجلد، بما في ذلك الثآليل، بسهولة أكبر. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تَنتج رائحة الجسم من المواد التي تفرز من بكتيريا الجلد عندما تتلامس مع العرق، وتكون المناطق المتعرقة عرضة للعدوى البكتيرية.

من المهم ملاحظة أن فرط التعرق عادةً ما يكون حالة طويلة الأمد، ولكن تتوفر علاجات لإدارة المشكلة.

يمكن أن يؤدي التعرق الزائد إلى ضائقة نفسية كبيرة، مما يجعل الأفراد يتجنبون الفرص الاجتماعية والمهنية بسبب الإحراج والصعوبات في حياتهم. 

يمكن أن يؤثر فرط التعرق أيضًا على الصحة العقلية،فنجد الشخص يغير روتينه لإخفاء الأعراض عن الآخرين. قد يكون التعرق المستمر شديدًا لدرجة تفرض تجنب القيام بالأفعال المعتادة، مثل رفع الذراع أو المصافحة، أو التخلي عن الأنشطة الممتعة لتجنب المشكلات أو الإحراج الناتج عن التعرق الزائد. 

علاج فرط التعرق

في العديد من الحالات، يمكن أن تساعد تعديلات نمط الحياة البعض في إدارة أعراض فرط التعرق إن لم يكن مرتبطاً بسبب كامن، وتشمل هذه التعديلات ما يلي:

ارتداء ملابس فضفاضة وقابلة للتنفس لتسمح بتدفق الهواء الأفضل وتقليل التعرق.

تجنب العوامل المُحفّزة للتعرق، مثل الأطعمة الحارة والكحول.

ممارسة سُبل النظافة الأساسية من خلال الاستحمام بانتظام واستخدام مضادات التعرق أو مزيلات الروائح.

استخدام منتجات مقاومة للتعرق.

بالإضافة إلى ما سبق غالبًا ما تكون العلاجات الموضعية الخط الأول لإدارة فرط التعرق. تشمل استخدام مضادات التعرّق الفعّالة التي تحتوي على أملاح الألومنيوم أو كلوريد الألومنيوم. يمكن أن تساعد هذه المنتجات في تقليل إنتاج العرق في المناطق المتأثرة.

في بعض الحالات، يمكن أن تصف الأدوية للمساعدة في إدارة فرط التعرق، قد يصف الطبيب الأدوية عن طريق الفم أو التطبيق الموضعي التي تحجب إشارات أعصاب معينة لتقليل إنتاج العرق. 

مع ذلك، قد تكون هذه الأدوية لها آثاراً جانبية ويجب استخدامها تحت إشراف طبيب مختص ولفترة محددة.

البوتوكس وفرط التعرق

قد أظهرت حقن البوتوكس فعالية عالية في علاج فرط التعرق، إذ وافقت هيئة الغذاء والدواء على استخدامها منذ عدة سنوات، نظراً لدورها وتأثيرها في الأعصاب المسؤولة عن العرق، مما يقلل من التعرق الزائد في المناطق المعالجة.

 هذا العلاج مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق المركزي، مثل التعرق الزائد في منطقة الإبطين أو الأيدي.

عملية فرط التعرق

في حالات فرط التعرق الشديدة التي لا تستجيب لخيارات العلاج الأخرى، يمكن للطبيب اللجوء للحل الجراحي. 

تهدف التدخلات الجراحية إلى إزالة الغدد العرقية أو إعاقة عمل الأعصاب المسؤولة عن التعرق الزائد. ومع ذلك، تُحجز الجراحة عادةً كخيار أخير بسبب المخاطر المرتبطة والمضاعفات المحتملة.

فرط التعرق هو حالة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لفرط التعرق قد يختلف، إلا أن هناك خيارات علاجية متاحة لإدارة الأعراض وتحسين الوظائف اليومية، وآخرها الجراحة، إذا كنت تريد معرفة الأنسب لحالتك ننصحك بالتشاور مع الطبيب للحصول على تشخيص دقيق ووضع خطة علاجية مناسبة تتناسب مع الاحتياجات الفردية.

احجز الآن مع عيادات راما للحصول على أحدث طرق علاج فرط التعرق.